11 أكتوبر، 2011

السبت 8 أكتوبر (234)

ومقابر أخرى
يشغل جزءا من حديث الناس هذه الأيام ما جرى من هدم لبعض أضرحة الأولياء في مقابر المدينة، أحدها كان ضريح سيدي أبو عائشة في المقبرة المعروفة باسمه في سوق الجمعة، وهو ما كان موضوع تساؤل على إحدى الإذاعات المحلية هذا اليوم.
يوجد بين المسلمين من يوافق على بناء الأضرحة ويقوم بزيارتها تبرّكاً، ومِن بينهم مَن يعدّ ذلك إثماً عظيماً، وغالبية الناس ربما لا تنظر إلى أضرحة الصالحين كمصدرٍ للبركة، ولا ترى من ناحية أخرى إثما في إقامتها. وبغض النظر عن الجدل المستعر بين سلفيين وصوفيين وغيرهم في هذا الفرع أو التفصيل من مسائل الدين، ينبغي أن نسأل عمّن يقومون بهدم أضرحة الصالحين هذه. هل هم من مدرسة إسلامية معينة؟ أم أفراد يريدون الإساءة إلى تلك المدرسة؟ أم من الطابور الخامس؟ أم من غير هؤلاء وأولئك؟ كيف يُعقل أن ينشغل ليبيون عما يجري على جبهات المواجهة المسلحة في معركة كبرى لم تنته بعد، يخططون وينفذون ليلاً هدم مقامات لا تضر ولا تنفع؟
ثار الليبيون واستشهد منهم الآلاف من أجل استعادة كرامة هُدرت، وحرية سُلبت... ليقيموا دولة يرتضونها جميعاً، لا من أجل استبدال فئة بأخرى... كانت هذه الفئة أسرةً أو قبيلةً أو حزباً أو مذهباً دينياً أو طريقةً. صبراً حتى تقوم الدولة الجديدة، وعندها سيبني الليبيون ما يشاؤون ويهدمون ما يشاؤون... طبقاً للقانون وعن طريق المؤسسات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق