08 أكتوبر، 2011

الأربعاء 28 سبتمبر (224)

تشابه واختلاف إلى حين
سلوك الناس في تونس ومصر وليبيا بعد الإطاحة برؤوس الأنظمة فيها، وشكاواهم ورغباتهم ووسائل تعبيرهم عنها متشابهة إلى حد كبير. الشكوى الرئيسية مصدرها انحسار الشعور بالأمن، وإن اختلفت الأسباب. في تونس ومصر اختفت الشرطة من الشوارع بعد الدور القمعي الذي قامت به هي وقوات الأمن بمختلف مسمياتها في مواجهة الثورة، وفي ليبيا يعود السبب بالدرجة الأولى إلى الانتشار الواسع للسلاح، وإلى أن الشرطة لم تكن فاعلة أساساً في كل الأحوال.

تابعت أثناء تواجدي بتونس ومصر أنباء الاعتصامات والمظاهرات شبه اليومية مطالبةً بإبعاد أتباع وأعوان النظام السابق وأعضاء الحزب الحاكم السابق تحديداً عن مراكز السلطة في مؤسسات الدولة وأجهزتها الإعلامية. ونرى الشيء ذاته في ليبيا هذه الأيام، فالموظفون يتظاهرون ويعتصمون مطالبيين بإبعاد رؤساهم بتهم الفساد المالي أو الضلوع في أعمال قمعية واستخباراتية إبان عهد القذافي.

الحراك السياسي في ليبيا لا يزال في بدايته بعد قهر وصمت داما أربعة عقود، وبدأ هذا الحراك يتشكّل نحو استقطاب رئيسي بين إسلامي وليبرالي شبيه بما تشهده الساحة في تونس ومصر. ولكن المثير للقلق في الحالة الليبية هو الحضور المسلح وراء تنظيمات أو تجمعات سياسية، ما قد يكون موجوداً منه بالفعل وما يمكن أن يصطفّ في مرحلة لاحقة وراء تنظيم أو آخر.

وجابت الشوارع في تونس ومصر خلال الأشهر الماضية مظاهرات وانتظمت اعتصامات ترفع مطالب بتحسين الأحوال المعيشية، وأخرى مطالبة باسترداد الثورة من مختطفيها. يجب أن ننتبه نحن الليبيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق