09 أكتوبر، 2011

الجمعة 7 أكتوبر (233)

سرت والموريتانيون

معارك طاحنة تدور رحاها على جبهة سرت منذ أسابيع، ارتفعت وتيرتها بدرجة حادة في الأيام القليلة الماضية حتى بلغت أقصاها مع بدء "الهجوم النهائي" فجر اليوم. ومع حلول المساء كان الثوار يسيطرون على معظم المدينة. ولكن أرقام الشهداء عالية، ربما تجاوزت العشرين في هذا اليوم، وأرقام الجرحى ربما وصلت المائتين.

الحديث يدور حول دور الموريتانيين في هذه المعارك.. قناصة موريتانيون فوق الأسطح... مورتانيون مسلحون ومدربون تدريبا عاليا يمثلون جزءاً هاما من قوات القذافي المتصدية للشباب من ثوارنا على أبواب المدينة ولاحقا في شوارعها... في سرت حيٌّ اسمه حي المورتان.. هو حي الموريتانيين إذن. أتى بهم القذافي بأعداد كبيرة ونسّبهم للقذاذفة ويُعرفون بالطرشان كما يقال... وسبق لثوار مصراتة في أوج معركة تحرير مدينتهم أن قبضوا على مقاتلين موريتانيين في صفوف الكتائب... وقبضوا على محترفين في فنون الشعوذة والسحر يعملون مع الكتائب! وتذكرت أن التعليمات كانت قد صدرت من القذافي بعلاج الموريتانيين في تونس على حساب ليبيا. روى لي صديق منذ أكثر من عام كيف شاهد موريتانيين يستخرجون الفواتير من أحد مستشفيات تونس، حيث كانت والدته تحت العلاج، ليذهبوا بها إلى ما كان يُعرف بالمكتب الشعبي الليبي. ليبيون من مرافقي مرضاهم كانوا يبيتون داخل سياراتهم في تلك الأثناء لعدم قدرتهم على تكاليف الفنادق أو الشقق السكنية.

القذافي جلب الموريتانيين وجنّدهم حتى يدافعوا عنه في مثل هذه الأيام؛ ليقوموا بقتل الليبيين إذا ما نهضوا يوما لاسترداد بلادهم من مغتصبها... وكان للموريتانيين دور ثانٍ؛ أن يدفعوا عنه وعن بطانته شرور الناس وحسدهم باستعمال فنون السحر والشعوذة والتمائم! وفي المقابل أغدق القذافي عليهم من مال الليبيين ما لزم.

حدث ذلك على مدى سنوات... على غفلةٍ من الليبيين. لم يشعر المحيطون بالقذافي والعالمون بما يجري أن عليهم مسئوليةً نحو شعبهم، وإلا كان هذا الفصل الموريتاني من حكم القذافي موضعَ تساؤل، حتى لا نقول موضعَ تحدٍّ. وهكذا كانت كل فصول الإجرام والقبح والسفاهة في عهد الطاغية. وهكذا كانت بطانته، وإلا ما كان ينجو من غضب الليبيين طول هذه العقود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق