08 أكتوبر، 2011

الثلاثاء 27 سبتمبر (223)


الجزيرة

لم تكن الجزيرة في تناولها لأحداث الثورة الليبية منذ اندلاعتها في فبراير من هذا العام قناة إخبارية وحسب، بل كانت سنداً فاعلا في ساحة صراع دامٍ لا يزال محتدماً في بعض البؤر إلى الآن. والليبيون مدينون لقطر وشعبها وحكومتها و’جزيرتها‘، فقد كانوا حقاً نعم السند في ثورة بدأت سلمية وحولها الطاغية إلى حرب إبادة، كان مرشحا للغلبة فيها لولا رعاية الله أولا ثم تضحيات الآلاف من شبابنا والعون الصادق من إخوة في مقدمتهم قطر وآخرين استجابوا لطلب النجدة من خارج عالمنا العربي والإسلامي.

لم تكن الجزيرة مجرد ناقل للخبر، بل انحازت إلى قضية الثورة الليبية تماماً وعبّأت كل إمكانياتها في خدمتها. لم تكن الجزيرة ناقلا موضوعيا للخبر، بل لاعبا أساسياً، حاضراً على مدى ساعات الليل والنهار بإمكانياتها الحية في ميادين المواجهة، والتحليلية من استديوهاتها ومراسليها في مختلف أرجاء العالم. ورحبنا وسعدنا بـ ’انحياز‘ متميز ومخلص شدّ أزرنا في محنتنا وعرّف العالم بعدالة ثورتنا ونبل ثوارنا.

وبسقوط النظام يوم فتح طرابلس، تحرر الليبيون من ضرورات التوحّد الصارم في جبهة الثورة ضد النظام، وبدأ حراكٌ حثيث بين توجهاتهم السياسية المختلفة. وهذا أمر طبيعي وصحي, أما الانحياز، من الجزيرة أو من غيرها، إلى فريق من الليبيين في تفاعلهم السياسي الوليد، فهو ما لا يمكن أن يُسعد الليبيين أو أن يرحبوا به. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق