08 أكتوبر، 2011

الأحد 25 سبتمبر (221)


مجالسنا
الليبيون مشغولون في جانب كبير من جلساتهم بالحديث سلباً عن الآخر. وللفرد أكثر من قبعة في هذا الشأن. هو من الفئات العمرية الأكبر مقابل الشباب، وهو من مدينته أو قبيلته مقابل الآخرين، وهو من العائدين من منفى طويل مقابل من أقاموا في ليبيا طوال عهد القذافي، وهم من تكنوقراط الدولة مقابل من لا يرى بين الليبيين من يستحق التسمية، وهو ممن حملوا السلاح  مقابل من يمكن أن يكون قد قام بأي عمل آخر غير حمل السلاح، وهو إسلامي مقابل اليبرالي أو العلماني، وهو المتعلم مقابل من يملك غير قسط ضئيل من التعليم.

الليبي في هذه الأيام في حالة انتباه شديد.. هو مظلوم في ماله وممتلكاته، أو في عزيز لديه استشهد أو جُرح أو عُذب... هناك مطاردات وقصاص وسعي للقصاص.

القضاء لم يقم بدوره بعد، وهو غير معدٍّ للقيام بمثل هذا الدور الكبير جدا في اتساع دائرته، وفي قضايا تجاوزات واعتداءات نُفّذت وقت ثورة على النظام بكامله، وقد تحتاج إلى تشريعات جديدة.
والنتيجة هي أن الحديث عن المصالحة الوطنية والتسامح .. يبقى حديثاً لا أكثر.

نحن لا نستطيع النظر إلى المستقبل أمامنا مع استمرار الالتفات إلى الخلف في ملاحقات سيطول أمدها وستعيق التقدم نحو بناء الدولة الحديثة المنشودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق